الجمعة، 21 مايو 2010

ثمة عودة




ثمة عودة لكتابة هذه اليوميات, بعد الانقطاع الذي لا اعلم له سببا, ثمة عودة عبثية كسولة .. اثناء الغياب فكرت كثيرا في لغتي واسلوب الكتابة الذي انحو, كثيرا ما اتهمني البعض بالمبالغة في استعمال المحسنات البيانية, من تشبيهات واستعارات, وخاصة السجع, وكانني بصدد كتابة مقامة تشبه مقامات بديع الزمان الهمذاني, عندما كتبت بعض القصص القصيرة نصحني البعض بالابتعاد عن اللغة العربية الكلاسيكية, والكتابة بلغة مبسطة. بشكل عام اعتقد ان منتقدي قد اصابوا في نقدهم فانا اكثر من استعمال لغة مزخرفة تحفل بالمحسنات البلاغية والسجع, اعتقد ان كتابتي تضج برطانة بلاغية زائدة عن الحد. ان هذه الرطانة لهي ميزة لكثير من الكتاب العرب  كثيرا ما نقرا مقالات نقدية او مقالات صحافية تحتفل بالبلاغة ولا نكاد حتى نفهم معنى الكثير من المفردات, مثلا هل تذكرون مقالات الكاتب وضاح شرارة, ان بلاغته سرعان ما تتحول الى انتي بلاغة. يدعي البعض ان الرطانة وزيادة عيار البلاغة تضعف النص وتاتي على حساب المحتوى او التنظير, هل البلاغة نوع من التنظير؟




هل كل كتابة تحتفل بالبلاغة هي كتابة ضحلة ولا تفي بالمطلوب؟ ليس دائما!! هل الكتابة البسيطة والمباشرة دائما ناجحة ومعبرة؟ ليس دائما, هذه تساؤلات اطرحها على نفسي في سبيل انتقاد لغتي التي لا تعجبني البتة, اسال نفسي كثيرا لماذا استعمل البلاغة رغم ان اكثر قراءاتي تصب في مجال الرواية والشعر العربي الحديث, اذا ما قارنا بين قراءاتي الكلاسيكية مع قراءاتي الحديثة فسيكون هنالك انتصارا ساحقا للادب الجديد من قصة ومسرح ورواية وشعر. اذا اين الخلل؟


قرات مؤلفات المغربي الراحل محمد شكري اكثر مرة لكي اتاثر من لغته البسيطة والمعبرة والتي عكست نبض الشارع المغاربي في فترة زمنية مصيرية من تاريخ المغرب الحديث تحت الاستعمار الفرنسي. على ذكر القراءة في هذه الايام اقرا الملهاة الفلسطينية للمبدع ابراهيم نصر الله, مجموعة روايات تستحق الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق