نصفين

نصفين

عندما تتميز السماء غيظا

وتصطلي حرارة الظهيرة

 في مرجل الكلمات

وتتناسل الخيبات

أنشطر نصفين
روح هنا وجسد هناك
جذر هنا وأغصان هناك
تتلقفني الأهواء
وتصلبني ذكريات...
الألق وانسحاب الشتاء
أرتّق ما تبقّى من وقت

حتّى يأتي المساء
وتلهو بي الريح
كورقة في المهب

  

الارض

الأرض

تذكر عندما تتأمل تجاعيد
 وجهك بقلق في المرآة
ان الارض هي  اولاد وبنات
يتأبطون فرحهم عند المساء
 ودعاء جدتي  
الارض اشتهاء المطر
 هديل الحمام
 وحزن دفين في عيني عاشق سيء الحظ
 اهازيج الفراشات في نيسان
اقحوان
ند وريحان
واصوات الديكة في صباحات الزعرورة
الارض  صلاة اللغة
هي الجار والدار والشاعوب والمحراث
والجلوس تحت شجرة  توت تعيش في ذاكرة الطفولة
 الارض محي وممات
 اولاد وبنات ونبات وثبات

كلمات

كلمات تصعد درج الكلام
تشكو عناء الطريق
تقف في الدرجة ما قبل الاخيرة
تلتقط انفاسها
تلمح شاعرا يلعن ضيق افق القصيدة
تقف الكلمات على مقربة من الشاعر
يمدا لها يدا
تشد مئز الكنايات
تلتفت بل مبالاة
وتتابع الصعود



في الصباح


في الصباح يتابط الشاعر
بعض الكلمات
وحزمة من الاسى
وكراسة الذكريات
وترانيم الفراشات
وفرح الاغنيات

شربة ماء

عندما تقف في ظلال الحزن الجميل
تمد يدا الى الضباب المنفوش
على اهداب الضياء
 تتوسل شربة ماء
على ضفاف االكوثر
كلماتك تصعد درج الكلام
 تطلّ على قصيدة
في طور التكوين
تلبس القصيدة سروالا من السحاب
 تقرأ أوراد  الصباح
وتمشط شعرها
تحت شمس الانعتاق
من عقاب القافية
وانت تقف وعلى وجهك وقار الشيوخ
ترنو الى الضفة الاخرى
وتلقي تحية عابرة
ترتطم بصمت الرؤى
وسذاجة اللغة

الفراغ

الفراغ يشكو الضّجر
يقبض على ياقة قميص المساء
والنغم السكران يسترق السمع
لخطوات الليل
وانفاسه المتلاحقة
ويتلاشى الضوء الشاحب
القادم من شرفة القمر
كفقاعات صابون
تطير في الهواء...

أيها الشِّعْر

 

أيّها الشِّعْر

يا ضيف المساء الثقيل

ترفق بي امسك يدك

سافرّ منك اليك

سأتقيك ولو بحبة اسبرين

أيها الشِّعْر الحزين

 على شرفتك تتناسل لفافات التبغ

ويحتفلُ الشاي الثقيل

كم أنت مرهق أيها الشِّعْر

في حقولك يضطرب أول النهار

ويولي الأدبار

وفي ظلالك تتسكع الشمس قليلا

ثم تأوي الى الجبال

أيّها الشِّعْر الجليل الأشيب

 في حضرتك يتبعثر ضوء القمر

على جبين الصحراء

ويتشتت الوقت

ويئن المساء

 

 

جذع شجرة

 

 

 أقف متأملا جذع شجرة زيتون

تقدمت بها السنون وتناوبتها الهموم

تقبع خلف بيتنا القديم

في الظلام اقف قبالة الشجرة

ادخن أرى قبسا من ضوء يحتويني

يعبث بنتوءات الذاكرة

يصبح جذع الشجرة

أناي العائدة الى ماض هوى في قعر الخيبة

ومشارف الشيخوخة

شيخوختي ام شيخوخة الجذع?

عندما يلعب جذع الشجرة دوري

وألعب دوره, يتقمصني واتقمص تعبه تعبي

أرنو الى الأغصان والأوراق

في الظلام استرق السمع الى لهاثها

اقف في مكاني أدخن

واحاور صمت الجذع وهو كظيم

أشاركه الاسى الشعور بالخذلان

وارى نورا ساطعا يتكسر فيّ

 في قلب الظلام