السبت، 4 أبريل 2015

قصيدتان

مفتاح

عندما اكون
في قمة انكساري
ابحث عن انتصاري
في كلمة
تفتح 
باب القصيدة




قبلتي
الخواء 
جنة الشاعر 
القلق
حضن القصيدة
الدافيء
الاسى
قبلتي
هذا المساء


الجمعة، 3 أبريل 2015

وجهي هو وجه فنجاني



الصداع الذي أحكم حصاره عليّ منذ اسبوعين خلق لديّ حالة من التشظي, الانشطار الذي فتتني تماما واحالني الى عدة شخوص, عدة هويات, تتلاطم في جمجمة واحدة, والدوار له فضائل عدّة أهمها نسيان الهموم اليومية والقضايا الكبرى والتحليق في عالم يحفل بضبابية لا متناهية, أنت في المركز تدور وتدور لا ترى, لا تسمع, انت مدينة كاملة بكامل صخبها وضجيجها, أنه نوع من فقدان الشعور, الفلامنكو الصوفي الذي ينبعث من جهاز الحاسوب الان يوافق حالتي تماما, مدد مدد.كان صباحي بلا طعم او رائحة, تناولت فطوري الذي تكوّن من كسرة خبز والقليل من الجبن والشاي والحليب بطريقة آلية, دون ان أعي ماذا امضغ او ما أحتسي..تابعت انكسارات وتموجاتي بزيارة عائلية بغيضة ولكن...لا بد منها ومن ثم عرّجت على احد المقاهي في مدينة مجاورة (طبعا قريتنا الصغيرة تفتقد للمقاهي الجيدة وتتميز بمحلات بيع الدجاج والاراجيل القذرة) هناك في المقهى التقيت بصديقين ماكرين, تبادلنا السخرية كل من الآخر واتجهت الى البيت وكنت في حاجة ماسّة للنوم, لم يوافق زكريا (احد اولادي والطامح الابرز في السيطرة على مقاليد الحكم بعد عمر قصير) وصحبه واصرّوا على التنغيص علي, فبقيت ساعة كاملة في سريري اتقلب بين النوم واليقظة, الى ان جاء موعد قهوة العصر التي عادة ما تخبر بشكلها ومذاقها عن وجهة ما تبقى من نهاري, اخذت صينية القهوة من زوجتي وكان وجه الفنجان يبشر بخير كثير, كانت الرغوة توحي بان القهوة في احسن احوالها وان صانعتها تتمتع بمزاج جيد, الى جانب الفنجان كانت هنالك اربع تمرات وكأس ماء , اخذت صينية القهوة بما عليها ومعي كتاب عن قصيدة النثر العربية واتجهت مسرعا الى خارج الدار لأجلس في حديقة المنزل هربا من عصابة زكريا وصراخها, على الدرج افسدت امري كله فقد اندلق بعض القهوة على الصينة واختفت الرغوة من على سطح الفجان وعندها ذهب تفاؤلي بمساء اكثر حنانا ورفقا, وصداعا اقل فوجه فنجان القهوة هو وجهي فان فسد وجهي فقد فسد الأمر كله. هل يسير الانسان بلا وجه؟ هذه هي القهوة, لا تشرب بدون وجه. نزلت الدرج بيدين مرتجفتين من اثر الصداع وغضبانا أسفا من ضياع وجهي (فنجاني) واندلاقه على الدرج, جلست في الحديقة, ارتشفت ما تبقّى في الفنجان, ومضغت تمراتي بسرعة ودون تلذذ كعادتي في العصاري الطويلة التي اقضيها برفقة فنجاني وتمراتي وكتابي واوجاعي, قرأت بعض الصفحات في كتابي. وفجأة سمعت ضجيجا على درج المنزل, لقد كانت طبول الحرب تدق, فقد قدم زكريا مع عصابته وكانوا يصرخون متوعدين لي بالويل والثبور اذا لم آخذهم لنزهة في المدينة المجاورة فانصعت لأوامر زعيم العصابة زكريا صاغرا وهكذا ولّت مشاريع المساء التي خططتها واندلقت احلامي كما اندلق وجه فنجاني وانا انزل الدرج. كنت اعرف ذلك جيدا منذ نظرت بجزع الى السائل الأسود المرير الذي سال من الفنجان الى الصينية ومن الصينية الى الدرج, لقد كان هذا ماء وجهي الذي اندلق على الدرج واضحى حبيبات سوداء صغيرة تتراقص على الحجر الابيض النظيف