الأحد، 30 أغسطس 2015

عن التشبث وامور اخرى!

ما هذه الاستماتة في التشبث بالشعر.؟ هل ارى ان الشعر هو ذلك الخيط الخفي الذي يربطني بالحياة؟ الشعر... ان تكون شاعرا في تلك الدقائق التي تكتب فيها بضع كلمات وتطرز ثوب القصيدة. الحالة الشعرية ..الى اي مدى اثرت على حياتك الحالة الشعرية؟ ثمة شعور حقيقي ليس مجرد محاكاة لماركيز بانني اكتب لكي اعيش لبضع دقائق..بضع دقائق فقط.. بدون الكتابة ساهوي الى القاع دون كلمات. في اليوم الذي لا اكتب فيه انام بشعور رجل نسي شيئا او فقد شئيا, يتحسس جيوبه, يبحث عن شيء لا يعرف ماه هو, يعصر راسه بين يديه ماذا نسيت...كمن يخرج من الدكان وهو متاكد ان زوجته طلبت منه شراء سلعة اخرى غير التي اشتراها, يعرف انه نسي شيا ولكن ما هو؟..االى هذه الدرجة انا رجل بائس؟ رجل يخاف النوم بدون قصيدة, بدون كلمات..تصوروا اخاف من النوم دون كلمات..
كنت في عرس في احدى البوادي..لقد تغيرت! رايت الناس لاول مرة وعلى غير عادتي بنظرة اخرى نظرة حب وتعاطف وهزيت راسي موافقا على كل ما يقال ولا يقال, ما سمعت وما لم اسمع, ابتسمت كثيرا دون سبب ودون ان افهم شيئا من اللغط الذي يدور حولي. انا اخاف من الشيخوخة, اين قرات هذا؟ طبعا نسيت. الابتسام يحافظ على الشباب والحزن يثقل على القلب ..والمؤمن لا يحزن. لا لن احزن. وقفت على تلك الرابية بجانب العرس, تنفست ملأ رئتي.. لم ارغب في العودة الى البيت. صراخ الجيرن الان يفسد علي هدوء الشرفة. سكتوا.. اكتب الان هذه الكلمات بحثا عن شيء نسيته..ما هو؟ تذكرته الان.. ولكن بعد فوات الاوان! قصيدة.

قصيدتان - سعد ابو غنام


تبقى هذه الساعة بكرا
حتى تكتمل خيوط المؤامرة
وتوضع اللمسات الاخيرة على ورق
سيجارة شفاف
يلفها صديقي
مساء كل جمعة في مقهى طوكيو
هي القصيدة
ترتسم ظلال ابتسامة
على رمال هذا المساء
وتبدا اللعبة من جديد
*********************.
تبقى الكلمات معلقة
على حبل غسيل
الذاكرة
امد يدا
لاهزها
وامدا يدا اخرى ليدي
لتعيدها طبيعتها الاولى
الجلوس في الشرفة
واللعب على اوتار الكلمات
الى ان يسمع انينها
وهي تقطع
بعد ان خرج اليها
ان تكون شاعرا

الجمعة، 28 أغسطس 2015

كل صباح

عادة لا اكتب الشعر
الا اذا نجحت في الوقوف
في نقطة معينة
في لحظة تنذر بانفجار ما
مثلا عندما اشرب الشاي بالنعناع
في حديقتي في الصباح
فترتسم الكلمات على شفتي وردتي
الليلكية التي لا اعرف اسمها
كم كنت غبيا في حصة العلوم
تبحث الوردة عن جمالها
الذي اخبئه في داخلي
داخلي يلفظها
يبقيها
معلقة قبالتي
كل صباح

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

ثلاث محاولات لكتابة قصيدة


محاولتي الاولى
افسدتها اهازيج بدوية خرقاء
جاءت من بعيد
محاولتي الثانية
جاءت بفضل كلب
نبح على صورة طائرة
حطّّت من طفولة
نائحة
افسدها دوار
اطبق بفكيه
على كلمات مبهمة
همس بها
جسد منهك
كسفينة خرقت في
عرض بحر
هذا المساء
المحاولة الثالثة
قيد الانشاء

الاثنين، 24 أغسطس 2015

في البدء كان التراب!

في البدء كان التراب
طفولتي من تراب
اركض في المتاهات
أمسك السراب
اروي عطشي
طفولتي العاب
من علب بلاستيكية فارغة
مملوءة بالتراب
طفولتي من تراب
هل غسلت وجهي قدّام الخيمة
في الصباح؟
هل شربت الشاي؟
صباحي فم مملوء بالتراب
اتذكر يوم جاءت الريح
تشبثنا بالاعمدة
سبعة اخوة
احتضنوا برجاء
اعمدة الخيمة السبعة
انتصرت الريح
جاء المساء
مساء من تراب
بلا سماء

الجمعة، 21 أغسطس 2015

ثلاث قصائد!

كلّ ليلة

أنتِ هناك
ايتها الشجرة
المتمايلة طربا
أمام نافذة
ريح المساء
الشبقة
أهي رقصة إغراء؟
لهذا الليل الداعر
أم مجرد رقصة ألم
كما أرقص
كلّ ليلة

*******************************.

تلك المدينة تلك المدينة
 تبحث عن أفق
تجلس على المفترقات
كلّ ليلة
تضيء القناديل
توزّع المسليات
تنتظر الخراب الكبير
تصلي للحرب
أو أي شيء يكسر الرتابة
يبعث الحياة
ينفض السكينة
من على سطوح
الأمسيات الهادئة
الحزينة
غاب الأفق
لم تأت الحرب
خابت المدينة
ما أقسى الملل

*********************************.


لم أبدأ بعد
انتبهت الآن
لم انته
لا
لم ابدأ بعد
*****************



سعد أبو غنّام
كسيفة- فلسطين

السبت، 15 أغسطس 2015

التفاؤل

التفاؤل رجل اربيعيني
طيب
له جناحان
ريشه احمر
يطير بلا مهماز
يربّت على كتفي

كل صباح
يقول لي:
ابتسم
اصعد حافيا
على سطح النهار
اكنس ما تراكم من غبار
لا تنسى
خذ معك كيسا من الفرح
انثره على المارة
ارشق به
صباح المدينة



الصيغة ب


التفاؤل رجل اربيعيني
طيب
له جناحين
ريشه احمر

يطير بلا مهماز
يربّت على كتفي

كل صباح
يقول لي:
ابتسم
اخرج من دارك

حافي القدمي
اجلس على ظهر الطريق
لا تنسى..
خذ معك كيسا من الفرح
انثره على المارة
ارشق به
صباح المدينة





الأربعاء، 5 أغسطس 2015

أنا رجل نزق

أنا رجل نزق
عصبيّ المزاج
عندما  أصرخ 
على رجل أنيق
يبتسم لي في الشارع 
او على امراة تشير الي بسبابتها
وتقهقه, لا اعرف لماذا
أجن, تطير حروفي كالرّذاذ
أركض وراء كلمات مجنونة 
في هضاب أرض أحرقت
الف مرّة قبل أن يأتي هولاكو
دائما تفلت الكلمات
من عقال عُقَدي الكثيرة
غير عابئة بلهاثي العطشان
في هذه الليالي الفاجرة
 مع هذا كلماتي تتسلّق ذائقتكِ
كل صباح بتوتر شهيّ 
محموم
ترنّ في آذان الطريق

تصل, ولا تصل
تختنق..
أخاف هذه اللغة
التي تموت آخر النّهار

الاثنين، 3 أغسطس 2015

في المقهى

في المقهى

في هذا المقهى
يقدمون قهوة جيدة
ورخيصة
هنا للصباح نكهة 
في الزاوية تجلس
بنت عشرينية
 تطالع جريدة بلغة اجنبية
لا أعرفها
أختار طاولة بالقرب من طاولتها
تخرج البنت من المقهى
مؤخرتها رجراجة
هذا هو المهم
أعود اليّ
أسئلتي عادّية
أكتب يوميات قلقي
في دفتر رماديّ صغير
بخط غير مقروء
لن يقرأها احد
لن اقرأها
حقيبتي لونها أخضر
تجلس بهدوء غريب
على الكرسي المقابل
الصباح يتراجع 
الساعة الان العاشرة تماما