الجمعة، 16 يوليو 2010

حفلة العيد الماضي





اليوم احتفلت المدرسة بعيد الاضحى والذي يحل ضيفا على ديارنا بعد يوم واحد... غدا هو يوم عرفة والحج عرفة وكفى...


كان الاحتفال في المدرسة بدون لون او طعم او رائحة... جاء احد المدرسين النجباء وما اكثرهم في زماننا بمجسم مربع الشكل اسودا.. لا ادري من اي ارض اتى به لعله صنعه من الورق المقوى ليمثل الكعبة طبعا لا تشبيه مع الكعبة في مكة.. بينما صعد الحجاج بن يوسف مع جمع غفير من الجند على تلة محاذية للمدرسة وهم يقرقعون على ادوات بين ايديهم مما ذكرني بمسرحية ضيعة تشرين او لعلها مسرحية اخرى لغوار الطوشة, واطلق هؤلاء على تلك التلة جبل عرفة. تخللت احتفالات العيد البهيجة ايضا الهرولة بين الصفا والمروة والطواف وصلاة العيد وغيرها من شعائر الحج ومناسكه .انا كنت مسؤولا عن غرفة مثل فيها الطلاب صلاة العيد... قبل ايام خلت اتيت ببعض الطلاب وطلبت منهم الاعداد للموضوع ..صلاة العيد.. طلبت من احد المدرسين ان يشرح للطلاب عن صلاة العيد ويهيئهم ففعل الاخير وابلى باء حسنا..المهم انني فرشت اربعة بسط حمراء نظيفة على ارض الغرفة امسكت رواية بيد وكاسا باليد الاخرى (قهوة) وجلست على كرسي مريح . وبدات الصفوف تتوافد صفا صفا والطلاب الذي كانوا بمعيتي بداوا بشرح قواعد صلاة العيد كما انهم كبروا وكبر القوم من بعدهم واقاموا  الصلاة تلو الصلاة وهكذا ولى النهار وادبر.. وذكر في الاثر ان الامطار الكثيرة  قد افسدت على القوم عيدهم وقاموا عن قدهم وقديدهم وتركوا نارهم وهي مشتعلة تتلظى. وافسدت الامطار على رواد جبل عرفة نسكهم وولى صاحبنا النجيب تاركا مجسم الكعبة وثلة من الطائفين وقد غرقوا في برك المياه التي تجمعت في ساحة المكان. رطبت الامطار حلوقنا اليابسة من نكد الابالسة ومن الجو الكئيب اثناء الحفل البهيج.. ترك الاولاد موضوع صلاة العيد وقفزوا الى اعلى الطاولات واخذو يتاملون صامتين غضب السماء على الارض ..الامطار تطيح بكل شي يتحرك وتخلق جوا من المرح بين الطلاب والمعلمين وكأن العيد والخرفان لم تكن.. نسي الناس العيد وتفاعلوا مع عيد الارض.. المطر وكفى..