الجمعة، 20 مايو 2011

النحس والافلام

لا ثقافة بدون سينما, لا يمكنك الاحاطة بالتغييرات التي احاطت بالعالم دون خوض غمار السينما لا تمثيلا ولعب ادوار في الافلام انما مشاهدة الافلام. عندما تكون مشاركا في نقاش ما عن الهند في العصر الحديث او عن الحيوانات الخرافية او الاديان, او النازية وكل ما يخطر على الاذهان من مواضيع وقضايا ان كانت فلسفية, علمية, تاريخية, ادبية, فلكية لا بد من الحديث عن هذا الفلم او ذاك والذي تناول هذه القضية او تلك فتجد المحيطين بك يسهبون الاحاديث ويظهرون حماسهم او امتعاضهم الممثل الفلاني على اداء هذا الدور او ذاك تلك الجلسات بالتحديد تمثل بالنسبة لي اعتى الماسي وتضعني في مازق لعين وفي دائرة ضيقة لا فكاك منها فانا جاهل في مجاهل السينما لا اكاد اعرف الا بضعة افلام شاهدتها صدفة اثناء دورات اعليمية في الجامعة او قرات عنها هنا او هناك, على ضوء هذا الجهل الشبه مطلق بامور الافلام وخباياها والخجل الشديد واحمترار الوجه وافتقاد التوازن عند الحديث عن الافلام واشد الامور اشعارا بالاهانة عندما يتوجه اليك احدهم بقوله "نعم بالضبط كما يظهر في ذلك المقطع من الفيلم الرائع كذا وكذا.. ويتابع ذلك الشخص المكروه حينها ارايت مدى قوة تلك الكلمات التي نطقها ذلك المؤلف.." عندها كانت تجتاحني مشاعر الغضب والحنق على نفسي ولاتوقف قليلا مع نفسي يجب علي تغيير النظام وقلب الموازين, علي ان اتحول الى عارف ومتمرس في بواطن الامور علي مشاهدة الافلام, علي ان ابحث بمساعدة اصدقاء متخصصين عن الافلام المهمة والتي بدونها لن استطيع فيه الثقافة الانسانية دون مشاهدتها, تلك الافلام العظيمة والتي تعبر علامات بارزة في الفن الحديث والتي عبرت عن تغييرات جذرية في كينونة العالم الحديث. هكذا يتسنى لي الوقوف شامخ الراس عن اندلاع النقاشات حول الافلام فاقف خطيبا فيمن حولي واعدد مناقب تلك الممثلة واي وقع تاريخ حاسم كان لتعبيرات وجهها عندما كانت تعرف بخيانتها لزوجها .. مثلا..
قبل سنة ونيف اتخذت قراري وعزمت على البدء في طريق دخول عالم الافلام ولكن كيف السبيل لذلك تلفت يمنة ويسرى في بلدتي التي اقبع فيها منذ زمن الهكسوس دون ان المس اهتماما بالثقافة من اي نوع كان واذا جرى الحديث عن السينما والافلام في الامكنة التي اعيش فيها فلن اسمع الا السخرية والهراء اذ ترتبط السينما في اذهان الناس بالتافه من الافلام وكانها ضرب من الكماليات والتي يتبعها الغاوون من الصبية وعلى الاغلب يقاس الفيلم في بلادي بمدى الدم الذي يراق واللكمات والركلات والطلقات..لا يعلم اولئك ان الفيلم هومن ابرز الوسائط الثقافية وفي العوالم المتحضرة ياخذ الفيلم بعدا خطيرا في التثقيف والتوجيه وفهم حاضر الامم وماضيها ولكن هيهات ان تسمع كلماتي من به صمم (يرحم روح يا جدي المتنبي)


ساعود قريبا لاتمام قصة النحس مع الافلام!

الخميس، 12 مايو 2011

اخيرا وبعد طول انتظار عدت الى ممارسة الرياضة. منذ رمضان الماضي انقطعت عن ممارسة الرياضة لاسباب عديدة منها التدريس في اكثر من منطقة ومتابعة التعليم الجامعي وامور اخرى كثيرة. ولكن قبل اسبوع ونيف صممت على بدء الطريق من جديد والعودة الى ساحة التدريبات ويا له م...ن شعور رائع.. ثمة شعور بالزهو والانتصار على النفس وقمع الكسل والرضوخ لهزيمة الجسد والروح. تاريخ ممارسة الرياضة يعود الى خمس سنوات حيث بدات ممارسة رياضة الكاراتيه والجودو وما يتبعها من جري ومطاردات ليلية ! في ملعب البلدة الذي يعاني من الحفر وانقراض العشب الاخضر الذي اتت عليه نعجات القرية واضحى الملعب اثر بعد عين. وحال ملعبنا مترامي الاطراف ابلغ مثال على حال المرافق والمؤسسات في بلداتنا البائسة, ولكنني ابيت الاستسلام للظروف والتباكي على ما فات. المهم ان الرياضة اكبر داعم للضغوطات وكثرة المهام التي يعاني منها الانسان في العصر الحديث, وعليه اقدم نصيحة صادقة لكل من يعاني من صداع او تعب او دوخة والم في العضلات وزبادة في الدهون ووزن زائد وعلامات متدنية وقلة في الاصدقاء والمحبين ! وضيق في الحال ونقص في الاموال! عليه بالرياضة, من اي نوع كانت واضعف الايمان هو المشي السريع لمدة نصف ساعة على الاقل يوميا. هذا هو المفتاح السحرية لكثير من الازمات اوالعلات التي يعاني منها الناس في زماننا فعليكم بالرياضة   !
 

 

جوائز امتياز

افتتاح بنك المعلومات عن البدو في النقب وتوزيع جوائز امتياز. التفاصيل في الرابط هنا!

http://www.panet.co.il/online/articles/1/2/S-401363,1,2.html

الثلاثاء، 10 مايو 2011

اجزاء الذاكرة






وجدتني أسعى للحصول على عمل, ثمة فكرة خطرت لي او هاجس لا اعرف له سببا أقنعني وساقني الى مكان ما لعله مطعم, والوظيفة هي غسل الصحون في ذلك المطعم بعد ان يفرغ الزبائن من لهط ما تحتويه الصحون مما لذ وطاب.. وصلت الى المكان واذا به محطة وقود. كيف خيل لي في البداية انه مطعم..هذا ما حدث. استقبلتني سيدة يهودية مغربية طويلة القامة ذات شعر اشقر وعينين واسعتين, كانت في منتصف عمرها, لا استطيع ان احدد هل كانت طيبة ام غير ذلك, ولا اعرف السبب الذي جعلني احدد هويتها كيهودية مغربية.. هذا ما اتذكره الان. قالت لي تلك السيدة ان عملي في المحطة هو بيع ارغفة الخبز, وفي اثناء كلامها فوجئت بكومة كبيرة من الخبز الاسود المحفوظ في اكياس نايلون. تابعت كلامها وانا صامت عاجز عن قول أي كلمة ..عليك بيع ستين رغيفا في اليوم هذا ما كان يبيعه العامل العربي السابق.. عليك ان تبيع نفس الكمية التي كان يبيعها على الاقل.. وتابعت السيدة المغربية عليك ان تقنع السائقين ان يشتروا ارغفة الخبز, نظرت الي السيدة التي لم اميز ان كانت تتحدث بلهجة آمرة ام بلهجة ودية, الشيء الوحيد الذي خطر ببالي واقلقني هو انني قلت للسيدة صاحبة العمل: ولكنني اخشى على سمعتي , فانا استاذ , ماذا سيقول عني طلابي.. اذا داهمني احدهم بسيارته ورآني على هذه الحال.. بائع خبز في محطة وقود.. وفوق هذا علي اقناع هذا الطالب او غيره بشراء الخبز...نظرت الي السيدة بنظرة لم افهم مغزاها, وفوجئت في نفس اللحظة بسيدة يهودية اخرى اقصر من الاولى.. لا لا استطيع الان تحديد طائفتها او شكلها. لعلها اقصر من السيدة الاولى, لا اذكر تفاصيل اخرى اذكر انني قررت ترك المكان, محطة الوقود وكومة الخبز في اوسطها, كان المكان في وسط الصحراء مما اثار استغرابي , احاول ان اعتصر ذاكرتي كي اتذكر تفاصيل المكان ولكن عبثا راحت كل المحاولات, هذا ما تذكرته عندما استيقظت صباحا, نعم لقد كان حلما اقتحم علي نومي ليلة امس لم يكن نوما هادئا, احاول الان ان اقرأ هذا الحلم على ضوء بعض نظريات علم النفس..

لم احاول هنا ان اخترع حلما من اجل كتابة قصة. لا كان هذا حلما حقيقا (اذا كانت ثمة حقيقة في الحلم) داهمني ليلة امس احاول ان الملم اجزاءه المتناثرة الاخرى.. ساحاول