الأحد، 30 مايو 2010

الى صديق

الى صديق:



لا تعبا بما حولك ما عليك الا الجد والاجتهاد واستغلال وقتك في طلب العلم. الا علمت ان الامام احمد بن حنبل كان في بداية حياته كادحا فقيرا يغسل ثياب هذا ويخدم ذاك كما كان ينسخ الكتب للناس ويعمل في القوافل التجارية في اعمال بسيطة. لكنه كان عالي الهمة مجتهدا ونشيطا حتى الف المسند وقد ضم هذا الكتاب 30000 الف حديث. لا تلق بالا لدجاجاتهم وقاذوراتهم الملقاة على عاتق الطريق وعليك بتبوء مكانك بين طلبة العلم والكتابة والتجريب في شتى المجالات, انصحك بافتتاح مدونة على الشبكة ومن هناك تستيطع توجيه سهام نقدك الحادة الى المجتمع الذي تعيش بين جنباته كما تستطيع المجازفة بكتابة ابداعية ادبية مستغلا لقراءاتك في الادب الحديث خاصة الرواية عليك التخلص سريعا من اسلوب الكتابة الكلاسيكية والتحول الى السهل الممتنع من الكتابة عليك باختيار الالفاظ البسيطة والمباشرة دون تضخيم في اختيار التعابير.


عدا عن ذلك اجلس الان امام الحاسوب واقوم بمراجعة بعض الكتابات لتي تعبت على مراجعتها كثيرا, استمع الى اغنية عربية كلاسيكية لعلها شادية. الصوت قادم من بعيد من احد بيوت الحارة الساهرة تحت ضوء القمر.


امس قمنا بتدريب موفق, بذلت جهدا خرافيا مع باقي افراد الكتيبة, قمنا بتمارين صعبة للغاية وبعض  الحركات البهلوانية في الهواء الطلق !! ابشراك بشراك  عما قريب ساصبح احد مقاتلي الساموراي !!!.. غدا ساكون مناوبا ارجو ان تسعفني اللياقة البدنية العالية في السيطرة على الاوضاع الامنية اثناء يوم دراسي طويل طويل ...او كما يقال"طول السنة الرديئة"


السبت، 29 مايو 2010

كتب

في الايام الاخيرة زرت اكثر من معرض للكتاب, الكتب قليلة في هذه الانحاء, ثم شعور بالمرارة يجمد العروق ويبعث على الاسى, كثيرة هي الكتب التي لم اقراها, ثم قائمة كبيرة تزيد كل يوم حتى اضحت تحوي الاف الكتب والمجلدات في شى العلوم والمعارف من شتى اصقاع الارض.
كلما قرات رواية اشعر بفداحة النقص الذي يعتري ثقافتي الضحلة, عند قراءتي لكتاب ساراماغو "سنة موت ريكاردو ريس" ظهرت جليا الثغرة الهائلة فيما يتعلق بقراءة الشعر البرتغالي فانت ان لم تقرا مؤلفات قامة شعرية بوزن فرناندو بيسوا فانت لم تقرا شيئا.
المهم انني اقتنيت ما يزيد عن ثلاثين كتاب من المعارض التي زرت وقد غلب على هذه الكتب الصنف الروائي ذلك الصنف الذي اهوى واحب وافضله على شتى الاصناف الاخرى المدوخة منها وغير المؤثرة على عمل المخ!!
اشتريت عددا لا باس به من روايات ابراهيم نصر الله, وشذرات من الادب العالم ايزابيل ليندي كمثال... وعرجت على الادب النسائي وحصلت على بعض روايات ليلى العثمان. كما اعجبني كتاب رائع اسمه ورد ورماد يحوي رسائل بين محمد برادة والراحل الجميل محمد شكري كتبت في سبعينات القرن الماضي. كم هي عميقة ومعبرة هذه الرسائل. تعلمنا عن جيل تفتحت براعمه على الحزن والانكسار والياس المطلق. ساتابع قراءة هذه الرسائل الان ففي تجارب هذين العملاقين الكثير الكثير من الدروس.

الثلاثاء، 25 مايو 2010

قصة سمير والعيد

لي صديق عزيز ورفيق عتيق اسمه سمير وقد قص علي حكايته مع عيد الاضحى الاخير ساورد هنا قصة سمير مع العيد مع بعض التصرف وتغيير اللغة من المحكية الى الغة الفصيحة.




بدأ سمير حديثه بنبرة يشوبها الحزن الدفين وقال:




هو العيد اذا... عندما ياتي العيد تتحدد معالم الامكنة والنفوس من جديد هي ذكريات غائرة في ثنايا الذاكرة الخؤون, تطفو على السطح من جديد بين حين وحين خاصة عند المناسبات الكبيرة واللحظات الحاسمة والفارقة في مجاهل الصحراء الواسعة التي نقبع بين ظهرانيها... في الليالي الحالمة والعابسة في ان يظهر ذلك الطفل.. انا, اناي, انا .. حيث القلق ينتابني قبل العيد بايام والسؤال الابدي الذي كان يقض مضجع الطفل الوحيد سمير: هل سيشتري ابي لي الملابس الجديدة؟
وتابع سمير:
هل سالبس كما سيلبس الاطفال ام سامضي اياما وليال حزينة اشكو همي الى نفسي الحزينة.. في احدى السنين التي خلت كنت في االثامنة من عمري على ما اذكر, قبل العيد بيوم لاحظت ان والدي يفتقد الى قرش واحد من اجل شراء الملابس الجديدة لي ولاخواتي, في ساعات ما بعد الظهر من يوم الوقفة سالت ابي اين ملابس العيد فاجابني بوجه متجهم : غدا ساسافر الى حران وساجلب لك الملابس ولكنني عرفت في داخلي ان في الامر ثمة خدعة.. جاء العيد بتكبيراته وصباحه الصافي والملائكي ولما تدخل الملابس الجديدة لنا بيتا, بعد ان فركت عيني عرفت الطريق الى حيث يرقد ابي كان يحتسي الشاي ويدخن لفافة من التبغ, كان الجواب ظاهرا على محياه لا لا لن تاتي الملابس في هذا العيد خرجت من عنده اجر اذيال الخيبة والعار والهزيمة .. وكان ذلك عيد تعيسا بكل المقاييس الارضية.. طفل حزين ينعى حظه التعس مر العيد بين دمعة واخرى وانعزال عن الاطفال حتى لا يشمت الشامتون ويسخر مني الساخرون.




ظهر الاسى على وجه سمير وتابع يقول:
بعد ان تقدمت الايام والسنون وتلاشت ظاهرة شراء الملابس الجديدة في العيد من قاموسي الشبابي الذي اضحى ضبابيا ويميل الى الوحدة وشيء من الحزن الصامت الجميل. بت انظر الى العيد نظرة عداء شنيعة اكره الاعياد وما تجلبه من غم وهم وتعب واسفار لا متناهية في اصقاع الارض من اجل زيارة هذا وذاك ومجاملة زيد وعمر من اشقياء الخليقة. كما ذكرت في البدء العيد واجواؤه تجعلني اقف لحظة مع نفسي ..العيد يتطلب الفرح والبشر والانبهار وبشاشة في الوجه والحال كما يعلم القريب والبعيد هي نقيض ذلك تماما وغبي كل الغباء من يتحذلق او يتفلسف طالبا من الناس التفاؤل والضحك حتى تضحك لنا الحياة.. لعمري ان الحياة تسخر منا وتضحك علىينا.. افرح في هذا الهباء .
 
تجهم وجه سمير وتابع حديثه:
في العيد اشعر بفداحة الموقف وبؤسنا المتجذر شريط الاحداث ونوائب الدهر تمر بسرعة من امام عيني فاغمضها خجلا من كل شيء.. من عروبتي ومن دموع ذوي الشهداء في من نهر دجلة الذي غلبه اللون الاحمر القاني كما كان في عهده الاول زمن نالت منا سيوف التتار..ومن ومن ومن...وذرف سمير دمعة تائهة وتابع... واخيرا التحم الجيشان وعلى راسيهما زعق غراب البين ونال اهل مصر من اهل الجزائر ونال اهل الجزائر من اهل المحروسة وهي ايام  نداولها بين الناس بين غالب ومغلوب وقد تربع العربان على راس مغلوبي زمان ونالوا من الهزائم حظا عظيما. هكذا ياتي العيد يضع النقاط على الحروف ويحدد معالم الامكنة والازمنة من جديد, اما البلهاء الذي يقرقعون على طناجرهم وينادون على القمر عند كل مساء وردي حالم فلهم ومن اجل عيونهم وجدت الاعياد لتزرع مسرة وخدرا ابديا في قلوبهم وعقولهم  بهذه الكلمات المسرحية الماخوذة من قاموس الشاعر الساخر محمد الماغوط انهى سمير ذاك الحديث.

السبت، 22 مايو 2010

عوالم الفجر

ليلة البارحة لم الج الى مملكة النوم الا بعد السادسة صباحا, الليل كله لم اقضيه في الصلاة وقراءة القران والتهجد والدعاء وما احوجني الى الدعاء. لا بل طالعت بعض المواقع الادبية حتى الفجر.. القراءة حتى الفجر, اتدرون ما ما معنى ان يقضي الانسان ليله كله حتى تخوم النهار وملامسة اهداب الصباح الجديد وهو منكب على المطالعة ..لن تفلح لغتي في تحديد المعنى الذي ارمي اليه, علي ان اشرب الكثير من طناجر الحليب الدسم والخالي من الدسم حتى اصلح لتفسير هكذا امور معقدة. عند الفجر الذي اقتحم علي ذلك الصفاء تناولت لقيمات اشد بها عضدي  على شرف السحر البهي الذي ادخل الكون في بحر من الحبور والقدسية والطهر الذي لا نشعر به الا في ساعات الفجر الاولى.








قصتي مع الفجر بدات قبل سنة ونيف وبينما كنت افشل في اللحاق بمركبة النوم وبعد منتصف الليل اتناول رواية ما واشق عباب بحرها واظل قابضا على جمرها حتى تظهر معالم الفجر, عندها انتبه واصحو من سكرتي اه المدرسة .. اللعنة ..بعد ساعتين علي ان استعد للذهاب الى الدوام علي ان اكون جاهزا لاكون في مرمى نيران الطلاب ,والمدير وصبابي الشاي والقهوة...فانا مدرس للصبية.. رحم الله الحجاج بن يوسف الذي بدا مسيرته العسكرية معلما للصبية. في احدى احدى ليالي التجلي تلك قرات رواية الراحل الرائع الطيب صالح "مريود" وفي تلك الرواية يعود الكاتب اكثر من مرة الى ثيمة الفجر ويصف العوالم الفجرية في قريته السودانية النائية ويصف علاقته الاسطورية مع جده في ساعة السحر قبالة نهر النيل ومغامراتهما في قلب النهر, الوصف للفجر في تلك الرواية غير علاقتي مع الفجر نهائيا بت اكثر تاملا وتركيزا واندماجا وانسجاما مع الفجر بت اشعر بحالة تجلي صوفية اذ اشعر بالتماهي مع الفجر والانصهار التام في داخل روح الفجر الطيبة والطاهرة واضحى للفجر وقع سحر خاص علي روحي اتامله واهمهم بحشرجة كانني صوفي في ابهى حلله .. الله الله. وفي ليلة قادمة اعدت الكرة وقرات مريود من جديد والتحمت مع الفجر من جديد, وبقي الالتحام قائما حتى هذه الساعة, الغريب انني انصهر مع الاولاد في المدرسة بعد تلك الليالي الفجرية وامرر النهار وانا اشعر بقوة سحرية فجرية غرائبية تمنحني طاقة لا نهائية انها هالة الفجر ونوره المقدس الذي تغلغل الى اعماق روحي ومنحها تالقا وجدانيا لم تعهده من قبل ليلة امس واثناء انتظاري لقداس الفجر وبعد السحور وقبيل تادية صلاة الصبح المفروضة تذكرت الطيب صالح ومريود والشخصية الاسطورية الباهرة" بندر شاه" وهو اسم رواية اخرى للطيب ,ومريود هي نوع من التكملة لرواية بندر شاه وستكون لنا وقفة مع عوالم بندر شاه في حلقة قادمة

الجمعة، 21 مايو 2010

ثمة عودة




ثمة عودة لكتابة هذه اليوميات, بعد الانقطاع الذي لا اعلم له سببا, ثمة عودة عبثية كسولة .. اثناء الغياب فكرت كثيرا في لغتي واسلوب الكتابة الذي انحو, كثيرا ما اتهمني البعض بالمبالغة في استعمال المحسنات البيانية, من تشبيهات واستعارات, وخاصة السجع, وكانني بصدد كتابة مقامة تشبه مقامات بديع الزمان الهمذاني, عندما كتبت بعض القصص القصيرة نصحني البعض بالابتعاد عن اللغة العربية الكلاسيكية, والكتابة بلغة مبسطة. بشكل عام اعتقد ان منتقدي قد اصابوا في نقدهم فانا اكثر من استعمال لغة مزخرفة تحفل بالمحسنات البلاغية والسجع, اعتقد ان كتابتي تضج برطانة بلاغية زائدة عن الحد. ان هذه الرطانة لهي ميزة لكثير من الكتاب العرب  كثيرا ما نقرا مقالات نقدية او مقالات صحافية تحتفل بالبلاغة ولا نكاد حتى نفهم معنى الكثير من المفردات, مثلا هل تذكرون مقالات الكاتب وضاح شرارة, ان بلاغته سرعان ما تتحول الى انتي بلاغة. يدعي البعض ان الرطانة وزيادة عيار البلاغة تضعف النص وتاتي على حساب المحتوى او التنظير, هل البلاغة نوع من التنظير؟




هل كل كتابة تحتفل بالبلاغة هي كتابة ضحلة ولا تفي بالمطلوب؟ ليس دائما!! هل الكتابة البسيطة والمباشرة دائما ناجحة ومعبرة؟ ليس دائما, هذه تساؤلات اطرحها على نفسي في سبيل انتقاد لغتي التي لا تعجبني البتة, اسال نفسي كثيرا لماذا استعمل البلاغة رغم ان اكثر قراءاتي تصب في مجال الرواية والشعر العربي الحديث, اذا ما قارنا بين قراءاتي الكلاسيكية مع قراءاتي الحديثة فسيكون هنالك انتصارا ساحقا للادب الجديد من قصة ومسرح ورواية وشعر. اذا اين الخلل؟


قرات مؤلفات المغربي الراحل محمد شكري اكثر مرة لكي اتاثر من لغته البسيطة والمعبرة والتي عكست نبض الشارع المغاربي في فترة زمنية مصيرية من تاريخ المغرب الحديث تحت الاستعمار الفرنسي. على ذكر القراءة في هذه الايام اقرا الملهاة الفلسطينية للمبدع ابراهيم نصر الله, مجموعة روايات تستحق الحياة.