السبت، 11 ديسمبر 2010

زوابع وحمرنة

الى متى ستعصف بنا الرياح؟ التراب والغبار من نصيب النقباويين دائما, اتقتصر الزوابع والعواصف على الجغرافيا وحالة الطقس في الصحراء, الا تعتبر حياة البدوي في الصحراء بشكل عام مجموعة زوابع متلاحقة, الاخذ بالثار زوبعة, قرار الزواج والطلاق زوبعة, الكلام والنقاش زوابع وعواصف ورعد وبرق, عدا عن الهجمات فيما بين القبائل والصراعات اللا متناهية.. اليست طبيعة حياتنا زوابع في زوابع, عندما نغضب نثور في وجه الذي يحدثنا وتبدا العاصفة, الثورة, الى اي حد تعكس صعوبة الحياة في الصحراء وشظف العيش هذه الانماط الاجتماعية لحياة اهل الصحراء؟
ولماذا لم تحدث التغييرات في اساليب العيش تغييرا مرجوا في تصرفات سكان الصحراء, فما زالت تعصف بهم رياح الجهل والهيجان انها اسئلة تبحث عن اجابة؟
قبل ان انهي  هذه الافكار التي تتطاير مع الريح التي عصفت بالنقب سحابة هذا النهار من واجبي ان اشير الى ان اجمل وصف عبر عن حياة البدوي وتلك الصدمة, الازمة, الرضة, التي حدثت جراء التغيير في نمط حياته من بيت الشعر الى القصر المنيف, من الحمارة الى السيارة (الحمار حيوان لطيف جدا وافضل من الكثير من البشر ) افضل من فعل ذلك هو المبدع الراحل عبد الرحمن منيف في روايته الخالدة "التيه" احدى روايات خماسية  مدن الملح وهي خماسية تضم خمس روايات كبيرة, الرواية الاولى "التيه" هي من اجمل ما قرات من الادب العربي الحديث وتصف انتقال االبدو في السعودية من حياة البداوة الى حياة الحمرنة (التمدن مثلما حدث للبدو في الخليج) ان وصف منيف لذلك التحول تصاحبه سخرية سوداء تهكمية تقتل ضحكا ومرارة فلله درك يا منيف, وبالمناسبة انصح بمطالعة روايات منيف الاخرى (خاصة "شرق المتوسط).
اخير ساسال سؤلا غير ابه باجابة من احد : هل رايتم مرة بدويا - عربيا - يقرا كتابا في محطة الباص, او في المصرف, او المدرسة او في الجامعة او في الكلية (اتحدث عن كتاب للمطالعة, مطالعة خالصة لوجه الله) انا لم ار شيئا كهذا.. وتستمر الزوابع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق