الأحد، 28 مارس 2010

نقطة البداية


هَكَذَا اذَا وُلِدْت مُدَوّنَتِي الاكْترُونِيّة. كَان الْمَخَاض طَوَيْلَا وُعَسِيْرا تَرَتَّب عَلَى الْاقْدَام وَالاحَجَام, الْهُجُوم وَالِارْتِدَاد, الْنُّهُوْض و الْنُّكُوص. تَرَدَّدْت كَثِيْرَا هَل اخُوّض تَجْرِبَة الْتَّدْوِيْن الِالِكْترُوْنِي ام لَا , هَل امْكِن الْاخِرِين مِن الْتَلَصُص عَلَى خُصُوْصِيَّاتِي وَبَعْض الْزَّوَايَا الْمُعْتِمَة مِن حَنَايَا الْرُّوْح. حَسَب تَعْبِيْر فَدْوَى طَوْقَان فِي مُقَدِّمَة سِيْرَتَهَا الْذَّاتِيَّة (رِحْلَة جَبَلِيَّة, رِحْلَة صَّعْبَة, 1985) وَبِالْمُنَاسِبَة هِي سِيْرَة جَدِيْرَة بِالْقِرَاءَة وَالِتَامِل كَثِيْرا لَقَد اضَاءَت الْرَّاحِلَة الْرَّائِعَة فَدْوَى الْطَّرِيْق امَام الْسَّائِرِيْن الْتَّائِهِيْن فِي الْدُّرُوب الْمُظْلِمَة (كَمَا تَمَنَّت هِي) وَالامَاكِن الْمُوْحِشَة. لَا اسْتَطِيَع ان احْدُد سَبَبَا بِعَيْنِه لِمِيْلاد هَذِه الْمُدَوَّنَة الَّتِي بَدَات تَحْبُو بِخَجَل عَلَى ضِفَاف الْشَّبَكَة الْالِّكْتَرُوْنِيَّة. كَمَا لَا اسْتَطِيَع وَالْحَال هَذِه ان احْدُد اهْدّافا وَاضِحَة لَاطَلاق الْمُدَوَّنَة لَعَلَّهَا حَاجَة مَاسَّة لْلْبَوْح الِانَسَانِي عَمَّا يَجُوْل فِي خَاطِرِي مِن افْكَار تَنْثَال احَيَانَا وَتُعِيْدُنِي بَعِيْدا الَى ايَّام الْطُفُوْلَة الْغَائِرَة, وَمَا تَعْبُق بِه الْذَّاكِرَة مِن مَسَاحَات شَاسِعَة تَحْتَاج الَى الْرَدْم او الَى شَيْء مِن الْبَوْح الْهَادِىء وْالرَائِق عَلَى ضَوْء صَخَب الْازْمِنَة الْجَدِيْدَة وَهَذَا الْفَرَاغ وَالْخُوَاء الْرُّوْحِي الَّذِي اضْحَى مِن ابَرُزّسَمَات مُجْتَمَعَاتِنَا الْعَرَبِيَّة الْمُتَرَنِّحَة فِي قَلْب حَدَاثَة مُزَيَّفَة وَمَا تَزَال تُرَاوح مَكَانَهَا او لَعَلَّهَا تُسَيِّر عَلَى غَيْر هُدَى فِي عَالَم مَجْنُوْن يَضِج بِالْحَرَكَة وَلِلسُرْعَة وَعَدَم الِاسْتِقْرَار. لَعَلِّي ارْغَب فِي الْكِتَابَة انْطِلاقَا مِن الْجُمْلَة الْرَّائِعَة (اكْتُب كَي لَا امُوَت) او لَعَلِّي ارْغَب فِي تَحْسِيْن لُغَتِي وَتَصْحِيح زَلِاتِها وَسَقَطَاتِهَا . او لَعَلَّه الْتَّنْفِيس عَن الضُغَوطَات وَالْدَّوَائِر الْسِّحْرِيَّة الَّتِي تَحْكُم الْامْسَاك بِتَلَابِيبَنا يَوْمِيّا وَهْنَا مَّوْعِد مَع مُحَاوَلَة الّافِلَات مِنْهَا. هَكَذَا تَبْدُو الْامُوْر ابْعَد مَا تَكُوْن عَن الْوُضُوْح وَهِي اقْرَب الَى الْضَبَابِيَّة مِنْهَا الَى الْشَفَافِيَّة بِصَدَد الْاجَابَة عَن كُنْه مِيْلَاد مُدَوّنَتِي هَذِه. وَلَكِن لَا بُد لِلْامُور مِن وُضُوْح وَفِي الْلَّيْل سَتَتَحَدَّد مَعَالِم الْاشْيَاء وَسْتَبْدو الْامُوْر اكْثَر وُضَوْحَا. اعْتَقَد ان الْجُمْلَة الاخِيْرَة مُسْتَوْحَاة مِن احَد نُصُوْص الْشَّاعِر الْعِرَاقِي مُؤَيِّد الْرَّاوِي. (مِن مَوَالِيْد كَرْكُوك, 1939). رَغْم الضَبَايْبة الْصِّبْيَانِيَّة الَّتِي تُسَيْطِر عَلَى اجْوَاء الْارْهَاصَات الاوْلَى لِلْمُدَوَّنَة! لَا خِلَاف عَلَى وُجُوْدِهَا وَانْطْلَاقَهَا!!. وَلَكِن لَابُد مِن الْقَوْل انَّنِي سَارْفَد هَذِه الْمُدَوَّنَة بِمَا لَذ وَطَاب مِن الْمَقَالَات! وَالابَداعَات مِن شَتَّى الْمَوَاقِع وَالصُّحُف الْعَرَبِيَّة. وَسَيَكُوْن الْتَرْكِّيز عَلَى الْادَب الْغَرْبِي وَقَضَايَاه الْمُخْتَلِفَة, هَذِه اذَا نُقْطَة الْبِدَايَة.. فَلْنَبْدَأ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق